منتديات الزوي

من مذكرات محكوم بالاعدام Halla110

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الزوي

من مذكرات محكوم بالاعدام Halla110

منتديات الزوي

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتــقى الابـــداع والتألــــق


2 مشترك

    من مذكرات محكوم بالاعدام

    ابو شاهين
    ابو شاهين
    نائب المدير
    نائب المدير


    الاوسمه : الاداري المميز
    عدد المساهمات : 423
    نقاط : 17186
    تاريخ التسجيل : 29/06/2009
    الموقع : علالى

    من مذكرات محكوم بالاعدام Empty من مذكرات محكوم بالاعدام

    مُساهمة من طرف ابو شاهين السبت أغسطس 01, 2009 8:12 am

    وجدوها في زنزانته ...

    بعد موته ..

    كان عدّا تنازليا ... لساعة الصفر ..

    # # # # # # # # # # # #
    اليوم السابع :

    بالأمس .. أخرجوني من السجن المركزي .. وأتوا بي الى هنا ..
    أين هنا ؟ لاأعلم ..
    كل ما أعرفه أنّي في هذة اللحظات .. أبعد ماأكون من العالم .. والناس .. والحياة ..



    أظنّه مكان تنفيذ الاعدامات ...
    يحوي سبع زنزانات صغيرة ضيقة ....

    اقتادوني عبر ممرّ رطب .. صامت .. تفوح منه رائحة العفونة .. ودموع الندم .. والموت ..
    الى هذة الزنزانة التي أخالها آخر ( غرفة ) تضمّني في هذا العالم .. الذي أوشك على وداعه ..

    لم ينبس أحدهم ببنت شفة .. ليوضّح لي سبب الرحلة أو وجهتها ,,
    أدركت الأمر بحدسي ..
    اقترب موعد الرحيل ....
    ولاأدري متى بالضبط .. لكني أعلم أنّه قريب ..
    لأني بدأت أشتم رائحة الموت مذ وطئت قدماي هذا المكان ....
    ولأني قرأت عبارة محفورة على جدار الزنزانة الضيقة بخط ركيك .. تقول ( تدخل هنا على قدميك لتخرج محمولا )
    لاأعلم من كاتبها ...
    أظننّي على وشك لقائه قريبا !!

    مشكلتي ..
    أنّني غير قادر على التفكير ..
    في أي شيء ..
    لا في المصير الذي ينتظرني ..
    ( فالانسان لايملك القدرة على استيعاب فكرة فنائه ..الا في اللحظة نفسها .. مهما حاول تهيئة نفسه !)

    ولا أنا قادر على التفكير بها ...
    أمي التي ..قتلتها بدل المرة مرتين ..

    ولا فيه ...

    لاأريد أن افكّر ..
    أنا بحاجة للنوم ...للهرب ...... ،
    سأنام الآن ......

    # # # # # # # # # # # #
    اليوم السادس :

    حين استيقظت صباح اليوم ..
    ولوهلة سريعة ..خاطفة ...
    ومع اختراق صوت عصفور مغرّد لمسامعي ..

    توهّمت أنّي هناك .. في بيتي ..
    في غرفتي الزرقاء ..
    بين كتب طفولتي ..
    ومقعدي الجلدي الذي اقرأ عليه مقابل النافذة ..
    وصورتي مع والدي المتوفي حين كنت في السابعة من العمر .. على ضفاف بحيرة سويسرية ..

    لوهلة ...
    ظننت أنّ صوت أمي .. الشجي ..
    سيخترق مسامعي ..
    يناديني ..
    يغرّد في مسمعي ..كتغريد طيور الفجر ..
    لأبدأ يوما جديدا .. مفعّما بالأمل .. كسنوات شبابي الست والعشرين ..

    ولكني فتحت عينيّ على الواقع في لحظات ..

    كنت مفترشا أرض الزنزانة الرطبة ..
    على فراش يابس .. قاس .. وحزين ..
    وكانت الشمس هناك .. تطل من فتحة نافذتي الصغيرة ..
    مشرقة ..
    واستغربت ..
    هل الحياة هناك بالخارج مستمرة ؟
    هي مستمرة اذن ؟
    الشمس تشرق ؟
    والطيور تغرّد وتحلّق ؟
    والناس ... تضحك وتتنفس ؟
    وأمي ؟
    لا ..
    أمي لاتضحك ..
    وهو ..؟
    هو .. لايتنفّس بلا شك .........
    وأنا ..؟
    أنا السبب ...

    فتح باب الزنزانة ...محدثا صوتا عنيفا تردّد صداه مثل صليل آلاف السيوف المتناحرة في ساحة الوغى ..

    تجمّد الدم في عروقي ..
    لست مستعدا !!!! أردت أن أصرخ ..
    أن أدّعي الاغماء كما كنت أفعل حين تأخذني أمي لأخذ ابر التطعيم في المستشفى وأنا في الخامسة ..

    ابرة ؟؟
    ليست ابرة ... هذة المرة ..
    بل سيف .. يخطف بريقه الأبصار ..
    كالسيوف التي رقصنا بها ( العرضة ) في عرسه ..
    عرس محمد ..
    كان وجهه كالبدر ليلتها ..
    وكنت أرقبه ... متسائلا عن تلك الفرحة التي تغمره ؟
    لم أكن مكترثا أنه تزوج قبلي وهو أخي الذي يصغرني بعدة سنوات ..
    أنا سأتزوج متى شئت ..

    لم أدرك سر سعادته الا عندما رأيتها ..
    زوجته .. حليلته .. شريكة حياته ..
    منذ وقعت عليها عيناي ..
    كرهته ..
    وأحببتها ..

    ومن يومها .. وأنا والشيطان .... أصدقاء ..
    ومن يومها .. وأنا ومحمد أغراب ...

    لم يكن موعد الرحيل على أيّة حال ..
    كان الحارس ..
    جاء لي بمصحف ..
    تركه بين يديّ وخرج ...

    تأمّلت المصحف دون أن أفتحه ..
    كم مضى منذ آخر مرة قرأته فيها ..؟
    ربما منذ تصاحبنا أنا وذاك الذي جاء بي الى هنا ؟
    تردّدت في فتحه ..
    تذكّرت أني لست على وضوء ..
    لم أفتحه ..
    عدت لأستلقي .. وأحاول الهرب ..

    # # # # # # # # # # # #
    اليوم الخامس :
    الوقت ليل ..
    لاأعلم كم الساعة ..
    ولكن السماء ملأى بالنجوم ..
    عذاب هو جهل الوقت .. والأيام .. ومرورها ..
    وعذاب هو الانتظار ..

    ترى هل أرتاح بعد الرحيل ؟
    أم هو بداية لعذاب آخر ....
    أشدّ وأقسى ؟
    هل القاه هناك ؟
    هل سيقف أمامي بدماءه .. ووجهه الحبيب ..
    ليقتلني كما قتلته ؟
    أنا قتلت محمد ؟
    ولأجل من ؟
    لأجل امرأة ... خبيثة .. عديمة الشرف ..
    أغرتني بجمالها الزائف.. وزيّنت لي القضاء على أخي ؟

    محمد ؟؟
    ذلك الذي كنت أذود للدفاع عنه ..كالأسد الضاري
    ان ضربه فتية الحي ؟ أو أوقعه أحدهم أثناء لعب الكرة ؟

    محمد الذي كم ... وكم .. سهرت معه الليالي الشتوية الطويلة على سطح منزلنا ..
    في أحاديث لذيذة عن الأحلام والطموحات ..
    وابني .. وابنته اللذان سنزوّجهما لبعض حتما !!!

    محمد ....
    الذي وقعت في حبه ... منذ أخذني والدي لرؤيته في غرفة المواليد بالمستشفى ...
    وأطلّ عليه راسي الفضولي .. متأملا ذلك المخلوق الوردي الضئيل ..
    ومددت اليه اصبعي مداعبا .. فالتقطها واعتصرها في كفّه الصغيرة ..... وكانت تلك أولى لحظات تعارفنا ؟

    اختنقت ...
    لم أعد قادرا على الاحتمال !
    تراءى لي وجه أمي في هذة اللحظة ..
    أمي التي فقدت ولديها الوحيدين في نفس اليوم ..
    أمي المفجوعةالتي لم أرحم عجزها وكبر سنّها ..
    لايفارقني صوتها المخنوق .....
    المذهول ..
    الغاضب ........( أنت !!! أنت قتلت ولدي ؟ محمد ؟ أخوك ؟ دمك الذي يجري بين أوردتك ؟؟؟ أنت ؟ )

    أمي لم تأتي لزيارتي ..
    منذ ذلك اليوم ..
    ولم يأتي أحد من أهلي ولامعارفي .. لرؤيتي ..
    الوحيد الذي جاء .. كان ابن عمي .. وصديق طفولتي ..
    لم يقوى على البقاء طويلا ..
    قال لي بأسى ..
    ( أمك رفضت استلام جثّتك ، ولكني سأدبّر كل شيء ) !!

    لم أقوى على الكلام ..
    لم أغضب ..لم أثر عليها أو أستنكر ..
    حسبها محمد ... دفنته ..
    لاحاجة لها بدفن ولد آخر ..

    قمت مترنّحا من فرط حزني ..... للوضوء ..

    # # # # # # # # # # # #
    الزوى
    الزوى
    ----
    ----


    الاوسمه : العضو المميز
    عدد المساهمات : 1055
    نقاط : 18197
    تاريخ التسجيل : 18/07/2009
    العمر : 37

    من مذكرات محكوم بالاعدام Empty رد: من مذكرات محكوم بالاعدام

    مُساهمة من طرف الزوى السبت أغسطس 01, 2009 12:32 pm

    كل االشكر لك اخى شاهين على القصه

    تسلم ايديك يا غالى

    لا تحرمنا من جديدك

    تقبل مرورى اخوك

    الـــزوى
    ابو شاهين
    ابو شاهين
    نائب المدير
    نائب المدير


    الاوسمه : الاداري المميز
    عدد المساهمات : 423
    نقاط : 17186
    تاريخ التسجيل : 29/06/2009
    الموقع : علالى

    من مذكرات محكوم بالاعدام Empty رد: من مذكرات محكوم بالاعدام

    مُساهمة من طرف ابو شاهين الأحد أغسطس 02, 2009 4:37 am

    مشكور على المرور

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:55 am